النباتات المعدلة وراثيا. A picture containing diagram Description automatically generated.
تعريف النباتات المعدّلة وراثيًا هي نباتات يتمّ تغيير خصائصها الوراثية، عبر استخدام تقنيات الهندسة الوراثية، التي تقوم بنقل الجينات من صنف إلى آخر لا تجمعه به أي صلة قرابة، وذلك بهدف تعديل أو إضافة صفة وراثية جديدة. وهنا لا بد من التمييز بين ما يسمّى بالتأصيل التقليدي وبين الهندسة الوراثية. فالتأصيل التقليدي يسمح بتلقيح الجينات ونقلها بين نبتتين من الصنف نفسه أو من صنفين قريبين، كالبطاطا والبندورة، ولكن لا يمكنه أن ينقل الجينات من زهرة النرجس مثلًا إلى نبتة الأرز كما هي الحال في الهندسة الوراثية ..
. الهندسة الوراثية: آلياتها وطرقها تبدأ الهندسة الوراثية بتحديد الجين المسؤول عن الصفة التي يراد إضافتها للنبات المراد تعديله وراثيًا، وعزله بمساعدة أنزيمات. الخطوة الثانية هي اختيار النبات وإدخال الجين إلى المادة الوراثية للنبتة (الجينوم) عن طريق أحد النواقل الأربعة الآتية: 1- بكتيريا متخصصة تسمّى Agrobacterium، وهي تتميّز بالقدرة على إدخال جيناتها إلى النبات، وقد عزلت وراثيًا بحيث لا تسبّب أمراضًا. 2- بندقية الجينات، وهي طريقة يتمّ فيها تغليف الجين المطلوب بغبار الذهب، ومن ثم يتمّ إدخاله إلى الخليّة النباتية تحت ضغط عالٍ. 3- الصعق الكهربائي Electroporation، ويقضي باستخدام الكهرباء لإدخال الجين المطلوب عبر إحداث فتحات في الخلية المتلقية..
. أهم فوائد التعديل الوراثي 1- تمديد فترة الحفظ من خلال التأثير على أنزيم Polyphenil oxidase المسؤول عن تعفّن الغذاء مع مرور الوقت، وتستخدم هذه الخاصية لإبقاء منتجات مثل البندورة والتفاح طازجة لمدة أطول. 2- زيادة الأهمية الغذائية للمنتج، فالأرز الذهبي مثلًا اكتسب هذه الصفة من خلال إدخال فيتامين A إليه. 3- إنتاج نباتات تتحمّل الظروف البيئية الصعبة من صقيع وجفاف وملوحة وغيرها. 4- إنتاج نباتات مقاومة لمبيدات الحشائش. 5- إنتاج نباتات مقاومة للحشرات والأمراض. 6- إستخدام النباتات المعدّلة وراثيًا لإنتاج الأدوية، فالموز المعدّل وراثيًا والذي يحتوي على لقاح مضاد لفيروس إلتهاب الكبد الوبائي، يعتبر الوسيلة الأسهل لتقديم هذا اللقاح للأطفال بدلًا من استخدام الحقن الطبية الموجعة ..
التعديل الوراثي للنباتات له مخاطر وايجابيات. 0/034 0/070 O" o 0/025 0/065 1999 0/031.
في أواخر العام 2008، بلغت مساحة الأراضي المزروعة بنباتات معدّلة وراثيًا نحو 125 مليون كيلومتر مربع، أي ما يساوي مساحة فرنسا وألمانيا معًا. وتحتكر ثلاث دول 80% من الإنتاج العالمي المعدّل وراثيًا وهي: الولايات المتحدة الأميركية (50%) والبرازيل والأرجنتين (30%). وبدورها تنتج كندا وكينيا والهند 15% من الإنتاج المذكور. وقد شهدت المساحات المزروعة بالمحاصيل المعدّلة وراثيًا خلال العقد المنصرم ارتفاعًا ملحوظًا في 25 بلدًا في العالم، لكنها ظلّت محدودة للغاية في أوروبا، حيث لا تتجاوز المساحة الإجمالية المزروعة بنباتات معدّلة وراثيًا الألف كيلومتر مربّع، غالبيتها في إسبانيا. أما أهم المحاصيل المعدّلة وراثيًا في العالم فهي: فول الصويا والذرة والقطن وعبّاد الشمس. وللإشارة فالذرة هي النبات الوحيد المعدّل وراثيًا الذي يزرع في أوروبا ..
ايجابيات التعديل الوراثي للنباتات. يستند أنصار التعديل الوراثي في خصائص النبات إلى الإيجابيات التي حققتها هذه التقنية، كتخفيض استخدام المبيدات الزراعية، والانتاجية العالية للنبات، والقدرة على مقاومة الآفات الزراعية... وهو ما يعد بتلبية حاجات البشرية المطّردة إلى الغذاء من جراء الانفجار السكاني، وتراجع مساحة الأراضي الزراعية، والتدهور البيئي. ويؤكّد هؤلاء أن النباتات المعدّلة وراثيًا ستسهم في زيادة الأمن الغذائي العالمي من خلال إنتاجيتها العالية ..
سلبيات التعديل الوراثي للنباتات. في المقابل يطالب معارضو التعديل الوراثي بالتريّث وبمزيد من الأبحاث، خصوصًا في ظلّ توافر مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية التي لم يتمّ استغلالها في كثير من دول العالم. هذا التضارب في المواقف دفع الاتحاد الأوروبي إلى المطالبة بضرورة أن تكشف شركات الأغذية عن محتويات منتجاتها الغذائية. كما تمّ إصدار تعليمات وتشريعات خاصة بالسلامة الحيوية للإنسان والحيوان، وإقرار بروتوكول الأمان الحيوي في العام 2001 الذي وقّعت عليه 130 دولة في مونتـريال. وينظّم هذا البروتوكول حركة الكائنات المعدّلة وراثيًا بين الدول، ويُلزم الدول المصدّرة لتلك الكائنات إعطاء كل المعلومات المطلوبة للدول المستوردة..
شكرا لكم على حسن الاستماع.